العلة ليست في الحكومة

العلة ليست في الحكومة

  • العلة ليست في الحكومة
  • العلة ليست في الحكومة

افاق قبل 4 سنة

العلة ليست في الحكومة

علي ابو حبلة

حكومة الدكتور محمد اشتيه حكومة فصائلية تنضوي في إطارها العديد من   القوى والفصائل المشاركة فيها في إطار منظمة  التحرير الفلسطينية ، وفي الإطار العام الحكومة هي النظام السياسيّ الذي يتمّ من خلاله إدارة البلد، أو المجتمع وتنظيمه ، و يقع على عاتق الحكومات تهيئة الظروف للنمو الاقتصاديّ، والازدهار الماديّ، ولكن ليست جميع الحكومات تقوم بذلك بشكل ناجح، كما أنّ هناك حكومات تترك قرارات السياسة الاقتصادية إلى الأسواق الخاصة، وبالرغم من ذلك يبقى على الحكومة ضبط هذه الأسواق من خلال تنظيم حقوق الملكية، وحماية المستهلك، وإنفاذ العقود، وقوانين الصحة والسلامة.و إعادة توزيع الدخل والموارد بما يخدم الصالح العام.

عقد كثيرون من الفلسطينيين  آمالهم على الحكومة في تحقيق رؤيتهم في النهوض الاقتصادي وأحداث تنمية مستدامة والقضاء على البطالة المستشرية والنهوض بالمؤسسات وإصلاح المنظومة القضائية ، وكان من أولى أولويات برنامج الحكومة الانفكاك الاقتصادي مع الاحتلال الإسرائيلي وكانت قضية العجول نقطة البداية وكذلك أولت  الحكومة في برنامجها استرجاع ضريبة المقاصة والتصدي لقرار خصم رواتب الأسرى والمعتقلين وأسر الشهداء والأنظار جميعها موجهه نحو خطة العناقيد ، هذا التراجع بهذه التسويات  وضعت المواطن الفلسطيني أمام تساؤلات عن سر تراجع الحكومة وانحسار برنامجها الذي أعلنت عنه وسر الإخفاق في تحقيقه.

وان كان برنامج الحكومة مجرد رؤيا وطنية دون مرجعية استراتيجية أو برنامج محكوم بمصالح فئوية وحزبية ضيقة وهذه ابعد ما تكون عن تحقيق المصالح الوطنية الفلسطينية التي من المفروض أن تستند مرجعيتها لإستراتيجية تعتمد توصيات المجلس المركزي  ومنطلق لعملها للانفكاك عن الاقتصاد الإسرائيلي وتمكين المواطن الفلسطيني من الثبات لمواجهة وإسقاط صفقة القرن.

في ظل تعقيدات الوضع الداخلي الفلسطيني ، ماذا حققت الحكومة الفصائلية من برنامجها الوطني لجهة  تحقيق اختراق لإنهاء الانقسام وتوحيد الجغرافية الفلسطينية ، وهل يمكن تحقيق ذلك في ظل التباعد والتناقض بين الفصائل والقوى الفلسطينية  الذي ما زال بعيد المنال رغم المخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية بعد إعلان صفقة القرن.

ماذا تحقق بعد مضي ما يقارب العام من برنامج الحكومة وماهية خطة الحكومة وإستراتيجيتها لمواجهة المخطط الإسرائيلي بعد الإعلان عن صفقة القرن وتشكيل لجنة صهيو امريكية لضم الغور وشمال البحر الميت والمستوطنات بعد الانتخابات الإسرائيلية ، برأي المنظرين والمفلسفين لحكومة فصائلية دعم صمود الشعب الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية والسؤال لهؤلاء المنظرين ماذا حققت الحكومة منذ تشكيلها  وماذا تحقق من البرنامج الوطني لدعم الصمود الفلسطيني والخطوات العملية في التصدي لتهويد القدس والاستيطان وتوحيد الجغرافية الفلسطينية ، وأين هي الفصائل الفلسطينية؟

وهنا يبرز السؤال الأهم

هل العلة في الحكومة أم في إداره ومعالجة الازمة وما يعاني منه الشعب الفلسطيني وكما حاول البعض تحميل حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني التي رئسها الحمد الله مسؤولية ما ادعاه البعض إخفاقات في جوانب لتحقيق مصالح شخصية وانية لم تتحقق لهم ، يتم تحميل حكومة اشتيه فشل تحقيق أهدافها وبرنامجها الوطني لنفس الأسباب التي وجهت لحكومة الوفاق الوطني الفلسطيني.

والحقيقة أن الفشل في تحقيق البرامج والأهداف هي مسؤولية فصائلية ومسؤولية الشعب المغيب وليست مسؤولية الحكومات السابقة والحالية وهذه الحقيقة تطرح اسألة مشروعة تتطلب الاجابة عليها ليسار إلى الخيارات والبدائل حتى لا يكون التعامل مع خلق الأزمات لتحقيق مصالح انية وفصائلية ضمن الحسابات الضيقة بالفعل ورد الفعل وهي ابعد ما تكون عن الهم الوطني ودعونا لا نستنسخ التاريخ بين المجلسيين والمعارضين ونصل لما وصلت إليه الأمور في تلك الحقبة.

 

 

التعليقات على خبر: العلة ليست في الحكومة

حمل التطبيق الأن